علم ومهنة الأرشيف: النشأة والتطورات
1.1-
تعاريف:
1.1.1-
تعريف علم الأرشيف:
علم الأرشيف هو العلم الذي يدرس تجميع
ومعالجة وحفظ وإتاحة وتثمين الوثائق الأرشيفية وكل المفاهيم والمعارف والتقنيات
المتعلقة بالأرشيف.
2.1.1- تعريف المهنة الأرشيفية:
هي مجموعة من المهام يتكفل بها كادر بشري
مؤهل علميا وعمليا لتنظيم وتسيير مؤسسة أومركز أو مصلحة أرشيف.
2.1- لمحة تاريخية عن علم ومهنة الأرشيف:
كلمة الأرشيف
يونانية المصدر وهي سليلة الكلمة اليونانية أرشيون وقد شاع استعمالها في اللغات
الأخرى مثل اللاتينية حيث يقال ارشيفوم اما في اللغتين الفرنسية والانجليزية
فنتحدث عن أرشيفس بصيغة الجمع , أما في الألمانية فنقول أرشيف وفي الايطالية فنقول
أرشيفو.
من الملاحظ
أننا لانجد مصطلحا مرادفا لهذه الكلمة في اللغة العربية انطلاقا من جذوع لكلمات
عربية.
لقد سبقت المهنة الأرشيفية
علم الأرشيف حيث كانت مهمة حفظ
الوثائق الأرشيفية قديما تسند إلى العبيد الذين كانوا ينظمونها ويعتنون بها وفي
نفس الوقت كانوا يقرؤون ويطالعون الوثائق فكسبوا معارف كبيرة أهلتهم إلى الوصول
إلى مراتب عالية لتصبح بعد ذلك حكرا على الملوك والسلاطين ورجال الكنيسة.
أما من ناحية
تاريخية فان الحضارة السومرية عرفت حفظ الوثائق والسجلات في المعابد وهو مايعني أن
العراق القديم عرف منذ الاف السنين ظاهرة الأرشيف .
أما العهد الأشوري فقد عرف الظاهرة من خلال الرقم الطينية اذ احتوت مكتبة الملك اشوربانيال على مجموعة وثائق ومعلومات عن الدولة الاشورية .
وفي مصر القديمة حفظت الوثائق والمعلومات في شكل مجموعات منظمة في المعابد القديمة.[1]
أما العهد الأشوري فقد عرف الظاهرة من خلال الرقم الطينية اذ احتوت مكتبة الملك اشوربانيال على مجموعة وثائق ومعلومات عن الدولة الاشورية .
وفي مصر القديمة حفظت الوثائق والمعلومات في شكل مجموعات منظمة في المعابد القديمة.[1]
العرب عرفوا
هم الاخرين النظم الحكومية وأنشأوا الدواوين الا أنه لم تصلنا من تلك الحقب
الوثائق الأصلية والمعلومات المتعلقة بتلك الدواوين لولا بعض المتفرقات في كتاب
"صبح الأعشى" للقلقشندي.
أما العرب
المحدثون فقد زهدوا هم الاخرين في العناية بالتوثيق وحفظ الأرشيف وتطوير علومه
وتقنياته برغم مابلغته هذه العلوم من تقدم في البلاد الصناعية .
في أوربا
ترجع أصول نشأة دور الأرشيف الى القرنين الرابع والخامس ميلادي , اذ عرف عن أهل أثينا عنايتهم بحفظ
المستندات الثمينة وأشهرها دفاع سقراط الذي كتبه بخط يده هذا علاوة على روايات
المشاهير الاغريقيين وقوائم ميداليات الألعاب الأولمبية.
في العصور
الوسطى كانت عملية الأرشفة تقتصر أوربيا على حفظ المستندات والحجج التي تثبت
الحقوق والامتيازات للأسر الاقطاعية والملوك وقد كانت الوثائق على ملك الوزراء
والسفراء والقناصل بعد اعفائهم وليس على ملك الدولة.[2]
ويعتبر
الراهب الفرنسيDom jean أول من
وضع تنظيما منهجيا لعلم الوثائق التاريخية أو علم الدبلوماتيكا في عمل منشور سنة
1681 مكون من ستة أجزاء بعنوان De Re Diplomatica .[3]
شهدت علوم
الأرشيف في أوربا نهضة عظيمة مع تأسيس دور الأرشيف بعد الثورة الفرنسية حيث كان
لها الفضل في تأسيس أول دار للأرشيف القومي في العصر الحديث ومن ثمة الاقرار
للدولة بالمسؤولية عن حفظ الوثائق باعتبارها تراثا قوميا ينبغي تجميعه في مكان
مركزي واحد،وحينئذ فان الثورة الفرنسية وحدت الأرشيفات الفرنسية التي بلغت في
باريس وحدها قبل الثورة مايقرب عن 405 مركزا وثائقيا . , وهو ما أتاح الفرصة لاحقا
لتحويل المركز القومي للأرشيف الى مركز للدراسات التاريخية والبحوث العلمية
والأكاديمية.
تجدر الاشارة
الى أن قانونا فرنسيا صدر سنة 1794 قد جعل من الاطلاع على الوثائق حقا لكل مواطن،كما
تمكن الفرنسي "إيف بيراتان"من وضع نظرية الأعمار الثلاثة للأرشيف التي
أعتمدت سنة 1879م وتم تعميمها في باقي دول العالم.[4]
وقد تم تنظيم تجميع الأرشيف ورعايته في كل من أنجلترا
وايطاليا- ففي( 1851) وضع حجر الأساس لدار الوثائق العامة بلندن.
منذ الحرب
العالمية الثانية اتسع مدلول الأبحاث العلمية وأصبح تطورها معتمدا على الوثائق
والأرشيفات , وهو مادفع كثيرا من الدول في القرن العشرين الى الاهتمام بدور
الأرشيف القومي بصفتها مستودعا أولا للبحوث التاريخية والقومية والعلوم انسانية
والأعمال الادارية والحكومية للدولة.[5]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق